هُناك .. في ذاك المسار ..
في ذاك الشارعِ النحيل ..
تحت شرفاتٍ حزينة ..
وأمام أبوابٍ شاحبة ..
تجلسُ ويديها ترتجف ..
تصاحبُ القلب وتعلن حالته ..
والكلمات الفقيرة لم تتجاوز حاجز الصمت ..
تحاولُ العبور لكنها بكل يأسٍ استسلمت ..
وبقت حبيسةَ فمٍ كئيبٍ في دروب البؤسِ سار ..
تقفُ والحذرُ يُحدِثُها ويُلقِنُها الفِعال ..
تسيرُ وكأنها في توهانِ طرقٍ لا نهاية لها ..
لا تقصدُ مسلكاً ولا تجدُ هدفاً
تترنحُ بأمنياتها التي تعاني الاحتضار
بعد أن فقدت صمامَ ذروةِ الحياة ..
تغمضُ عيناها تحلمُ بنخلةِ أمل ..
تهزها لتساقط عليها تفاؤلاً جنيا
ونهرٍ طعمهُ بضعُ فرحٍ تروي بهِ
عطشَ تلك َالسنينِ القاحلة ..
تنظرُ ليديها كم ترغبُ بعرافةٍ
تحكي لها حكايةً تسليها ..
وبعضُ بشائِر توقظُ اللهفةَ
لإنتظارِ غدٍ يتحلى بألوانٍ تمنتها ..
شعورها بركانٌ قابلٌ للثورةِ في أي لحظة ..
لكن هل حان موعدُ اللحظة ؟!
أم أنها ستبقى تتقلبُ على جمرٍ من الإنتظار
إنتظارٌ دام طول تلك السنين ..
لتلك اللحظة .. لحظةٍ فيها النهاية ..
أو ربما تكونُ هي البداية