العمر سنتان
مــدخل :
تُزاورُ عنها مُميلاتُ التصنعِ
وقد وهبوا القناعَ لغيرها بعد أن
ظنوا أنها عاليةٌ لها قدرٌ مِنَ البَختِ
في حُروةِ السنتان
يطرقُ السندانُ
إعلانٌ بغيضٌ .. فرحٌ
سرور أم حُـزنٌ دموع ..
وطأت قدمها أولَ الديارِ
في أول وهلة .. جبروتٌ أسكتها
عينانِ محدودتانِ لا ترى شيئاً
إلا كبتٌ حينَ أرادت الحُرية ..
عصفٌ أولُ ..
هدامةٌ تأتي على استحياءٍ
تهدمُ لبنةً وتلحقها أخرى
حتى تهدمت أركانُ سرابٍ
عاشت بهِ مع سبقِ الإصرار ..
ترصدٌ لِـ جميلِ النور
وإيقافِ العُبـور
وزمجرةُ طاغيــةٍ بغُــرور ..
تحبو إلى حيثُ المسير
ركزت رجلاها وقفت تنادي صحوةٌ يا ضمير ..
صبيةٌ في السنتان ..
غِنجٌ تدلى من جرةٍ مكسورةُ الخـاطرِ
تساقطت على تربةُ بورٍ
خلقت فيها حياةً مِن جديد
والبساتينُ تناديها تعالي مِن جديد
نرسمُ الأمل البعيد
نرزقُ البوحَ شفاهاً فيها نحكي
عن حَكايا صامتاتٍ في العرين ..
ويدٌ مِنها تناولت حُـزنَ قلوب
غافلتها قناعاتُ حقدٍ دفين
تَشِبُ الصبيةُ في شهورٍ قليلة
تكونَ عروساً بفستانِ ليلٍ كئيبٍ
وتغفو العروسةُ على حصيرٍ زهيد
تصحو .. والشعرُ يكسوهُ البياض
ملامحٌ تسكنها غريبةُ الديار
وحيدةُ المســار
انكشفَ الغِطاءُ
فَـ بصرها اليومَ حديد ..
ثقبتَ عينَ المكرِ حينما
الثعلبُ رآهـا ضارية ..
لحمُهـا مرٌ قلبها قطعةُ لحمِ
لينٍ .. رحمةٌ فيهِ لا تأبى الأُفول ..
لا ترجى منها حيلةٌ فربما
بلمسةٍ تعودُ طفلة ..
وكلُ هذا عمرهُ سنتان ..
حينَ ولدتُ مولودةً بعمري وأكبر ..
وتصيحُ لي الهمومُ أمي ..
فأنا أمُ الهمومِ ولدتها حروفاً لا تموت ..
مخرج :
جدرانٌ .. أوراقٌ .. حيةٌ
بِـ مشاعرَ لا تقبلُ المساومة
ولا تُقاسُ بحليٍ ولا زينةُ الحيـاة ..