غزَّة هي مدينة من مدن فلسطين، المحتلَّة من طرف بني صهيون، 24 مرَّة على مدى التَّاريخ، هذه غزَّة أرض العزة، شدّد عليْها الحصار وبُنِي لها الجدار، فما أمرَّ الحياة وما أصعبَ الممات!
أمَّا البلدان العربيَّة، فهي تِمثال على الكُرة الأرضيَّة: لا تتكلَّم، لا تتدخَّل، وكأنَّما تُساند العدوَّ الصهْيوني، لا تتأثَّر بما تُبْصِره من مناظر تقطع القلوب وتصنع الدموع، تنطق الأفواه الصَّامتة، تُناجي وتنادي وتستصرخ، تلك الوسائل الإعلامية من النت والتليفزيون والإذاعات والجرائد، دائمًا وأبدًا تُلْفِي فيها كلمة غزَّة وتسمعها وتصغي، فتجد أنَّها من خطر إلى أخطر، أقاموا الحصار ومعه الجدار، استوطنوا المدُن والأحياء، شرَّدوا الآباء والأبناء، قتلوا الرِّجال والنِّساء، عذَّبوا واعتدَوا واعتقلوا وكذبوا، ادَّعوا فلسطين أرضهم، ولكنَّهم غلبوا من الأبطال الفلسطينيِّين من محبِّي البلاد والجهاد، قالوا: "لا تفيدنا المظاهرات ولا المؤتمرات، لا المواقع على الإنترنت ولا غزَّة في الملصقات".
قالوا: نعمل وحْدنا ولو كلفنا ذلك الموت، في كلّ ثانية تقصف غزَّة قصفًا عنيفًا، ويَموت المئات، أمَّا البيوت فتهدم كلّها ولو أعادوا البناء، والعرب صامِتون، يعيشون عيش الثَّراء، يَحتفِلون ويفرحون ولا حياةَ لِمَن تُنادي.
الأجْدر بالعرب والمسلمين، أن يَكونوا في التَّعاطُف والتَّراحُم كمثل الجسم؛ إذا اشتكى منْه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسْم بالسَّهر والحمَّى.
فيا ليْتنا كالجسم في المحبَّة والتَّعاطُف!